من نحن خطاب الرؤية والرسالة التعاون الدولي والمحلي

﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ۖ لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)﴾ [سورة النحل]

ذُكِرَت النباتات في آيات كثيرة من القرآن الكريم كواحدة من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان، وكآية واضحة تدل على وجود الله وقدرته على الإحياء والبعث بعد الموت، وفي سياق حث البشر على التأمل والتفكر، ووصف نعيم الجنة وطعام أهلها، وفي قصص الأنبياء والأمم السابقة. وقد سُميت إحدى سور القرآن الكريم باسم نوع من الفاكهة، ألا وهي سورة التين التي أقسم الله فيها بنباتي التين والزيتون. كما وردت أسماء الكثير من النباتات في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته النبوية المطهرة لأغراض متعددة وفي مناسبات مختلفة.

وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، قد أعلنت عن بدء العمل في تنفيذ المشروع الفريد لحديقة القرآن النباتية في 17 سبتمبر 2008، حيث غرست سموها، احتفالاً بهذا الحدث، أول شتلة وهي نبتة السدرة التي ذكرت في القرآن الكريم وهي أيضًا الرمز المميز لمؤسسة قطر.

تهدف رؤية حديقة القرآن النباتية إلى أن تكون مركزًا عالميًا متميزًا لنشر المعرفة والتعليم والبحوث في مجال الموارد النباتية، وأن تمد جسور التواصل بين الحضارات، وتسهم في تعزيز المسئولية تجاه البيئة، وتحقيق التكامل بين جهود الحفاظ على النباتات والإنجازات العلمية الحديثة. كما تحرص الحديقة على الانسجام مع رؤية مؤسسة قطر وأهدافها، ومع رؤية قطر الوطنية 2030، بالإضافة إلى تطابقها مع غايات الحدائق النباتية الدولية، ومبادئ البيئة المستدامة.

تحتوي مشاتل حديقة القرآن النباتية في مؤسسة قطر على 6825 نبتة من أشجار وشجيرات وعشبيات معمرة، وأخرى حولية من بيئات جغرافية ومناخية متباينة، مثل النباتات الصحراوية ونباتات المناخ المعتدل والنباتات الاستوائية. ومن بين النباتات التي تضمها الحديقة؛ الخردل والعصفر والكمون والشعير والعدس والحبة السوداء والأرز، إضافة إلى السمسم والقمح والبصل والكراث والثوم والقثاء والقرع العسلي والبطيخ والدباء واليقطين والسعدان والسلق وغيرها. أما النباتات المعمرة، فتشمل القتاد والإذخر والحنظل وسنامكي وقصب الذريرة والقسط والزعفران والبردي والزنجبيل والزرنب إضافة إلى الصبار والريحان.

تمثل حديقة القرآن النباتية دعوة للتفكير والتأمل والتدبر في خلق الله من خلال الاهتمام بتعريف الجمهور المتنوع من المسلمين وغير المسلمين بأنواع النباتات والمصطلحات النباتية، وإبراز مبادئ الشرعية الإسلامية السمحة الرامية لصون التنوع النباتي. وبجانب البُعد الديني، ترمي الحديقة أيضًا إلى تسليط الضوء على أهمية صون الموارد النباتية، وكيفية المحافظة على المصادر الطبيعية والبيئية، وإبراز تعاليم الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى حماية الموارد البيئية والحفاظ عليها من أجل الأجيال الحالية وكذلك أجيال المستقبل.

في عام 2008، دشنت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حديقة القرآن النباتية كمشروع استثنائي لتصبح أول حديقة نباتية تُعنَى بالنباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وتوثق ما ورد فيهما من المصطلحات البيئية، وتحرص على صون التراث الحضاري والإيماني للأمة الإسلامية، كما لا تألو جهدًا في الحفاظ على النباتات البرية والطبيعية في بيئة قطر من خلال التوعية بأهمية استدامتها وحمايتها من الأخطار التي تهددها، مثل الرعي الجائر والتغير المناخي والتلوث الناشئ من الأنشطة العمرانية والصناعية، عِرفاناً من سموها بأهمية النباتات كمصدر للتنوع الحيوي على سطح الأرض فضلاً عن أهمية وجود الحدائق والأشجار التي هي من النعم التي أنعم الله بها على عباده فجعلها متعة للبصر وبهجة للنفس وجعلها آية للتفكر والتدبر. قال تعالى ﴿أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ﴾ [النمل: 60]. وقد عكف فريق حديقة القرآن النباتية – بقيادة الأستاذ الدكتور كمال الدين حسن البتانوني المستشار العلمي سابقًا لحديقة القرآن النباتية (رحمه الله) – على رصد النباتات التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وأنواع الأشجار بأسمائها الصريحة ودراسة معانيها من كتب التفسير واللغة ثم مقاربتها ووضع الأسماء العلمية لها في إصدار مُصَور لإثراء المكتبة العربية والإسلامية بهذا العلم بجانب إصداراتها الأخرى المتنوعة، كما جمع الفريق وشرح المصطلحات البيئية والنباتية فضلًا عن إثراء مقتنيات المتحف النباتي بالأدوات التراثية التي ورد ذكرها في الأحاديث النبوية في إنجاز كان له أثره في تميز الحديقة كمبادرة فريدة من نوعها. وبالإضافة إلى العمل الأساسي للحديقة في استكثار النباتات التي وردت في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، اعتنت حديقة القرآن النباتية بالنباتات الأصلية الطبيعية المنشأ بزراعتها في مشاتلها المجهزة لهذا الغرض ومن ثم إعادة إحياء الروض في إطار أهدافها الرامية إلى حفظ التنوع البيولوجي وصون البيئة كواحد من أهم الأسس التي تقوم عليها الحدائق النباتية. وحرصاً على أن يكون للحديقة دورها الفاعل والمؤثر في محيطها المجتمعي انطلاقاً من صفتها كعضو فاعل في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أطلقنا مجموعة متنوعة من المبادرات التوعوية الهادفة والبرامج التعليمية التي تستهدف الطلاب والمجتمع لتعزيز الوعي البيئي والأمن الغذائي والاستدامة امتثالاً لما حثت عليه الشريعة الإسلامية تجاه البيئة وتماشياً مع رؤية قطر الوطنية ٢٠٣٠ لا سيما الركيزة الرابعة الخاصة بالتنمية البيئية. وهكذا فإن حديقة القرآن النباتية ليست حديقة عادية تجمع النباتات فحسب إنما هي كيانٌ شاملٌ يتبنى رؤية مستقبلية للحفاظ على التراث الطبيعي والحضاري والروحي للأمة الإسلامية ويدعو للتوعية بأهمية تقديره وإحياء قيمه و مبادئه السامية والحث على صونه وحمايته. والحديقة بهذا الحرص على إذكاء الوعي ونشر التوعية في المجالات البيئية المختلفة وجهودها الحثيثة لإثراء التراث الحضاري العربي والإسلامي في مجال النباتات والحفاظ على البيئة والطبيعة إنما تمدُّ جسرًا متواصلاً بين التراث الإسلامي والواقع المعاصر وتبث طاقة جديدة في الجهود الوطنية لتعزيز المسئولية تجاه البيئة والحفاظ عليها.

فاطمة بنت صالح الخليفي
مديرة حديقة القرآن النباتية

رؤيتنا

أن تكون حديقة القرآن النباتية مركزًا عالميًا متميزًا لنشر المعرفة والتعليم والبحوث في مجال الموارد النباتية، وأن تمد جسور التواصل بين الحضارات، وتعزيز المسئولية تجاه البيئة وتحقيق التكامل بين جهود الحفاظ على النباتات والإنجازات العلمية الحديثة.


رسالتنا

تعزير مستوى الوعي بأنواع النباتات التي ذكرت في القرآن الكريم والحديث الشريف والمصطلحات المتعلقة بها، من خلال تطبيق الابتكارات العلمية، والحفاظ على قيمة التراث الطبيعي والثقافي، وتوفير فرص فريدة للاكتشاف والتعلم.

التعاون الدولي والمحلي

تتعاون حديقة القرآن النباتية مع العديد من المؤسسات حول العالم بهدف دعم وصون النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف. وفي هذا الصدد أبرمت الحديقة العديد من الاتفاقيات مع مؤسسات محلية ودولية مرموقة في مجالات الحدائق النباتية والدراسات البحثية حول النباتات داخل قطر وخارجها، بهدف تعزيز التعاون والعمل المشترك في إطار حماية البيئة والنباتات الفِطرية في قطر.

ومن أبرز هذه الاتفاقيات على المستوى المحلي بروتوكول التعاون المشترك مع إدارة البحوث الزراعية بوزارة البلدية والبيئة في قطر، واتفاقية مع مركز الدراسات والعلوم الاجتماعية بجامعة قطر بالمشاركة مع الحدائق النباتية الملكية بمدينة إدنبره بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى اتفاقية تفاهم مع رابطة الشبهانة البيئية في قطر، ومن الاتفاقيات التي وقعتها الحديقة على المستوى الدولي اتفاقية التعاون المشترك مع الحدائق النباتية الملكية – كيو في المملكة المتحدة، ومذكرة تفاهم مع المؤسسة الإسلامية للثقافة بإسبانيا، واتفاقية تفاهم مع المتحف الوطني بمدينة سان بطرسبرغ الروسية.

Map Image

Get In Touch

CLOSE