يعتمد مفهوم حديقة القرآن النباتية على تعزيز الروابط بين التراث الثقافي المستوحى من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وحفظ التنوع البيولوجي من أجل حماية البيئة، وصون الحياة النباتية في النظم البيئية الطبيعية في شبه جزيرة قطر ومنطقة الخليج بصفة عامة. كانت بداية حديقة القرآن النباتية في قطر عندما افتتحتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، في 17 سبتمبر 2008. تعرض حديقة القرآن النباتية أكثر من 60 نوعًا من النباتات التي تنتمي إلى ثلاثة أنواع مختلفة من الموائل الطبيعية وتشمل: البيئة الصحراوية مثل السلم و الطلح و الإذخر، وبيئة البحرالأبيض المتوسط مثل الزيتون والتين والرمان، والمناطق الاستوائية مثل الزنجبيل والكافور. كما تعمل الحديقة على المحافظة على انواع النباتات التي تنتمي إلى البيئة القطرية، وتشمل مجموعة من النباتات مثل: السَمَر و السِّدر والحنظل وغيرها من النباتات. وتدعم الحديقة رؤية إسلامية هامة بتسليط الضوء على معرفة المسلمين بالإسلام والبيئة والمساعدة في فهم الجوانب العلمية للنباتات المذكورة في الكتاب والسنة وأثرها في حياتهم.

إن المصطلحات النباتية المذكورة في القرآن والحديث لا تُفهم عادة في ضوء المعرفة العلمية الحديثة واللغة العربية المعاصرة. لهذا فإن أحد الأهداف الرئيسية للحديقة هو شرح هذه المصطلحات وربط بعضها بالمفاهيم الحديثة كالاستدامة والأمن الغذائي، حيث يتم التعامل مع هذه المواضيع وغيرها في الحديقة. وفي كثير من الحالات، فإن النباتات المذكورة في القرآن الكريم والحديث الشريف ليست معروفة بصورة كافية، خاصة تلك النباتات المذكورة في الحديث. لذا، فإن حديقة القرآن النباتية تتيح فرصة للتعرف على المعلومات العلمية عن هذه النباتات وإظهار جميع خصائصها للمجتمع، بما يساعد في فهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة. بالإضافة لأجزاء النباتات التي تجمعها الحديقة كالعُرجون والنوى وتوضيح ما يحتويه النوى من فتيل و قطمير فهي تهتم كذلك بجمع القطع التراثية المتعلقة بالنبات كالصحفة والغربال والمنحاز وعرضها في المتحف النباتي مع توضيح مواضع ذكرها في القرآن الكريم أو الحديث الشريف. وربط هذه النباتات والمصطلحات التي جاءت في القرآن والأحاديث بالمفاهيم الأخلاقية التي وردت في سياقها و بيان المراد من ذكرها. وكغيرها من الحدائق النباتية الأخرى تهدف حديقة القرآن النباتية لحفظ التنوع البيولوجي خاصة للنبات التي تعنى بجمعها، كما تعتمد وضع الأسماء العلمية في ملصقات ولوحات إرشادية بجانب كل نبتة في الحديقة.

النباتات في التراث العربي

تطالع هنا سلسلة من المقالات التي تبين الأهمية الكبيرة لمفهوم الشجرة في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد ورد ذكر في قصة بدء الخليقة، إذ كان أول أمر إلهي لأبينا آدم هو عدم الأكل من الشجرة، كما وردت في قصص الأنبياء وفي حادثة محورية من السنة النبوية والتاريخ الإسلامي وهي مبايعة المؤمنين تحت شجرة الحديبية،... المزيد

أدوارنا

حديقة القرآن النباتية كيان مجتمعي في المقام الأول، فجميع أهدافها تمد جسور التعاون والتواصل بين التراث العربي والإسلامي في الزراعة والنباتات والحفاظ على البيئة والمجتمع. وفي إطار هذه الأهداف تنهض الحديقة بخمسة أدوار رئيسية إزاء المجتمع: دور تعليمي ودور علمي ودور بيئي ودور ثقافي ودور ترفيهي، وجميع هذه ... المزيد

Map Image

Get In Touch

CLOSE