لقد حثنا الله سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من القرآن الكريم على العناية بالأشجار والنباتات والحفاظ عليها، وفي الحديث الشريف أوصانا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالإيجابية في الحفاظ على البيئة وصونها وغرس الأشجار وزراعتها، فقد قال في الحديث الذي رواه البخاري في الأدب المفرد: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا».
يؤكد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أنه خلق هذا الكون على توازن دقيق، فكل شيء موضوع في مكانه الدقيق فقال تعالى: ﴿وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ﴾ [الحجر: 19]، ثم بيّن أن هذا التوازن هو الذي يحقق للإنسان السعادة والبقاء، ولذلك أمر الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على هذا التوازن البيئي وعدم إفساده، ووضح القرآن الكريم أن الإنسان هو المسؤول الأول عن إفساد البيئة وهو الذي يتجرع في النهاية عواقب عمله في قوله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41].
انطلاقًا من المبادئ الإسلامية التي تحث على صون البيئة والحفاظ عليها، تطبق حديقة القرآن النباتية برنامجًا متكاملًا لصون النباتات في قطر يشمل الصون الداخلي (أي صون النباتات في بيئتها الطبيعية) والصون الخارجي (أي صون النباتات خارج بيئتها الطبيعية).
ومن أجل فهم أنشطة الحديقة في صون النباتات والحفاظ على البيئة النباتية، هناك بعض المصطلحات والمفاهيم النباتية والبيئية الأساسية التي ينبغي أن نتعرف عليها أولًا.