4158

حديقة القرآن النباتية تحافظ على موارد الدولة للأجيال القادمة

أكدت فاطمة صالح الخليفي، مديرة حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، الدور الحيوي الكبير للحديقة في المحافظة على الموارد النباتية للدولة وحفظها للأجيال المقبلة، موضحة أنه تمَ تجميع ما يقربُ من 3 ملايين بذرة لنباتات نادرة ونباتات البر القطري والنباتات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ويتمُ صون تلك البذور في مرافق عالية الكفاءة لحفظها لعشرات السنين. وأضافت فاطمة الخليفي في حوار خاص لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن لدى الحديقة تجميعات حية من النباتات يصلُ عددها إلى 18 ألفًا و500 شجرة وشجيرة من 115 نوعًا من الأنواع النباتية ويتم صونها في مشاتلها، لافتة إلى أنه خلال العام الجاري 2022 تم إنتاج ما يقربُ من 55 ألف شجرة وشجيرة من إجمالي 100 ألف شجرة مخطط لإنتاجها بطرق إنتاجية عالية الجودة ويتم رعايتها في مركز «صون الموارد النباتية» في مشتل مؤسسة قطر، حيث سيتمُ توزيعها على المجتمع في إطار سعي الحديقة لدعم حملات المجتمع لغرس الأشجار.

وبيّنت أنه يوجدُ لدى الحديقة 2500 عينة نباتية معشبية تمثلُ بطاقات تعريفية تحملُ الدلالات النباتية للنوع النباتي، وتمكنُ تلك العينات علماء النبات من إجراء المراجعات البحثية على تصنيف النباتات وإعادة تدريجها علميًا، ما يعدُ بصمة بيئية كبيرة للحديقة ليست على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي، لأنها تتيحُ لجميع العلماء في الداخل والخارج الاطلاع على تلك العينات والاستفادة منها.

وعن مركز الصون النباتي وبنك البذور التابعين للحديقة، قالت: إن المركز يسعى للمحافظة على الموارد النباتية داخل وخارج مواطنها وموائلها الطبيعية، بينما بنك البذور، وهو من أهم المرافق في مركز الصون النباتي، يتم فيه تجميع بذور الأنواع النباتية التي ذكرت في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، سواء من داخل دولة قطر أو من خارجها، لافتة إلى أن جهود التجميع لا تقتصرُ على نباتات الحديقة فحسب، بل تشملُ التعاون مع الجهات المعنية في دولة قطر لتجميع بذور النباتات البرية المهددة، وإعداد قواعد بيانات خاصة بتوصيف البذور الخاصة بـ «حديقة القرآن النباتية»، وكذلك النباتات التي تنمو في مختلف أنحاء قطر وإجراء دراسات لأنماط البذور.

وتابعت: إن بنك البذور يضمُ حوالي 3 ملايين بذرة تنتمي إلى نحو 200 نوع نباتي. وفي بعض الأحيان قد يتوافر مخزون كافٍ من البذور لأحد الأنواع النباتية، وفي الوقت نفسه يوجد عدد محدود من البذور التي تُعدُّ ثروة حسب ندرة الأنواع في مناطقها البرية وإمكانية الحصول عليها.

وأفادت مدير حديقة القرآن النباتية بأنه منذ مطلع العام الجاري حتى اليوم، تم إنتاج ما يقربُ من 35 ألف شتلة برية ضمن برنامج الحديقة لاستنبات الشتلات البرية لإعادة تأهيل النظم البيئية وإحياء الروضات وفي إطار التزام الحديقة الذي أعلنته ضمن شراكتها مع الهلال الأحمر القطري بإهداء مليونين ونصف المليون شجرة ليغرسها المتطوعون في جميع أنحاء الدولة على مدى السنوات العشر المقبلة.

وفيما يتعلقُ بالنباتات الوارد ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تم جمعها في الحديقة، نوّهت السيدة فاطمة الخليفي برصد 70 نوعًا من النباتات المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة تم جمع 90 بالمئة منها وزراعتها في الحديقة أو يتم صونها في مرافق الصون النباتي بمشتل مؤسسة قطر.

ولفتت إلى أن هناك تجميعات حية للحديقة يُقدرُ عددها بـ 18 ألفًا و500 نبتة ما بين شجرة وشجيرة ونباتات معمرة منها أشجار العود النادرة وأشجار الكافور والقسط الهندي والموز الذي يُزرعُ في بيئات حرارية مهيأة موازية لبيئات نموه الأصلية، مبينة أن الحديقة أنتجت حتى الآن 55 ألف نبات في إطار سعيها لإنتاج 100 ألف نبات خلال عام 2022، حيث سيتمُ استخدام تلك النباتات في إعادة زراعة الموائل الأصلية في البر القطري وحملات إعادة التشجير والتخضير في المجتمع، ومن أشهر الأنواع النباتية التي يتم إنتاجها «الغاف والسدر والسمر والأثل والأراك والعوسج والسلم»، كما يتم إنتاج «الجهنمية والخبازي والتوت والفيكَس والميليا والنيم والمورينجا» للزراعة في المناطق الحضرية.

وعن كيفية استغلال الحديقة لإقامة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بالدولة في تعزيز الوعي البيئي، نبهت إلى أن الحديقة أطلقت حملة «غرس» لزراعة الأشجار وإعادة التخضير منذ فوز ملف قطر بتنظيم كأس العالم لكرة القدم لتكونَ رسالة بيئية خضراء من قطر للعالم، ومنذ ذلك الحين تزرع 250 شجرة مع توزيع ما يقربُ من 4000 من النباتات كل عام على أفراد المجتمع للتأكيد على أهمية البيئة وارتباطها بكرة القدم، كما ستقومُ الحديقة خلال البطولة بزراعة الشجرة رقم 2022 ضمن احتفالها بمبادرة الأعوام الثقافية «قطر جنوب آسيا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط».

وبخصوص الأدوار التي تضطلعُ بها حديقة القرآن النباتية، قالت: إن للحديقة 5 أدوار رئيسية «البيئية، والمجتمعية، والعلمية، والترفيهية، والتعليمية» تنبثقُ من رؤية قوية لدعم أواصر التنمية المستدامة وتعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع، مبينة أن الحديقة أطلقت عددًا من الحملات والمبادرات المتعلقة بإعادة تأهيل بر قطر، وإحياء الروض والتي تسعى لتطوير الغطاء النباتي بدولة قطر، الذي يعاني من العديد من المهددات مثل الرعي الجائر، وقلة الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وأنشطة التعدين والتوسع العمراني إلى جانب ضعف المخزون الأرضي من البذور وانتشار النباتات الدخيلة.

وأوضحت أن مثل هذه المبادرات ترتكزُ على مبدأ الصون الداخلي، حيث تعيدُ تأهيل بعض النباتات الفِطرية في مواطنها البرية، مثل أشجار «السلم والسمر والغاف والعوسج»، خصوصًا في مناطق التخييم الشتوية، كما تهدفُ إلى توعية المواطنين بضرورة المحافظة على البيئة والمشاركة في صيانتها وتأهيلها وحمايتها من التدهور. بالإضافة إلى صيانة الروض والأودية وإعادة التنوع البيولوجي لطبيعته، وتطوير المراعي المحلية، وقياس قدرة هذه النباتات على مقاومة التصحر والجفاف. وتابعت الخليفي: إنه عن طريق إشراك المجتمع المحلي، تسعى الحديقة إلى توعية المواطنين بضرورة المحافظة على البيئة والمشاركة في صيانتها وتأهيلها وحمايتها من التدهور، كذلك تثقيف الأجيال الجديدة وتعريفهم بأنواع وأسماء النباتات البرية القطرية، وضرورة المحافظة على الموارد الطبيعية من التدهور وانعكاس ذلك على حياة الناس. وأضافت: إن الحديقة كانت قد أطلقت عام 2011 مبادرة «غرس» لزراعة الأشجار وإعادة التخضير بهدف رفع وعي المجتمع حول أهمية الأشجار وارتباطها بالإنسان والبيئة والتقدم والتنمية، حيث تدفعُ الحملة بأفراد المجتمع لغرس 250 شجرة سنويًا، وقد أثرت الحملة بشكل كبير في أفراد المجتمع القطري، حيث أطلقت العديد من المبادرات المشابهة لزراعة الأشجار على المستوى الوطني أو المؤسسي أو المجتمعي، لافتة إلى أن الحديقة مستمرة في دعم جميع الحملات الزراعية التي تهدفُ لإعادة التخضير إيمانًا بأهمية تلك الجهود في تعزيز الاستدامة خاصة على المستوى البيئي وفي تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وتابعت مدير حديقة القرآن النباتية: إن من أهم الأهداف الرئيسية للحديقة إنتاج المعلومات الأساسية والتطبيقية عن النباتات والتوعية البيئية عبر البرامج التعليمية الموجهة للطلبة والطالبات من مختلف الفئات العُمرية، وذلك عن طريق ثلاثة برامج تعليمية هي «الأمن الغذائي» الذي يهدفُ لتحسين نظام الأمن الغذائي في قطر وتحقيق الاكتفاء الذاتي. وشاركَ في هذا البرنامج ما يزيدُ على 200 طالب وطالبة من المرحلة الثانوية على مدار سنتين، وبرنامج «باحث النبات اليافع» الذي يهدفُ لتأهيل الطلبة والطالبات لحل المشكلات البيئية، الذي شارك فيه أكثر من 600 طالب خلال سنتين، وبرنامج «امرح وتعلم» الذي يهدفُ لتوعية الأطفال بأهمية الزراعة والمحافظة على البيئة وشاركَ فيه 250 طالبًا من المرحلة الابتدائية.

وعن دور الحديقة في تحقيق الأمن الغذائي لدولة قطر، قالت فاطمة الخليفي: إن «حديقة القرآن النباتية» تعملُ على تدريب طلاب المرحلة الثانوية من المدارس على الزراعة وتحدياتها في قطر لصقل معارفهم بالطرق والأساليب التقليدية والحديثة عن زراعة الخضراوات كونهم اللبنة الأولى لإعداد جيل قادر على تحقيق الأمن الغذائي والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية لا سيما التربة والمياه، كما تعملُ الحديقة بالشراكة مع بنك قطر للتنمية على تدريب عملاء البنك الراغبين في الحصول على القروض الزراعية، إذ يسهمُ ذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي. وأضافت: إن الحديقة تعملُ على تأهيل العائلات لإنتاج الخضراوات في منازلهم، الأمر الذي يقللُ الضغط على طلب المنتجات الزراعية سريعة التلف في الأسواق، كذلك تتيحُ الحديقة لكافة أفراد المجتمع خطًا هاتفيًا يومي الاثنين والأربعاء للاستفسار عن الزراعة المنزلية، حيث يقومُ المتخصصون في الحديقة بالإجابة عن الاستفسارات وتقديم النصائح الزراعية لمن يهتمُ بالزراعات المنزلية في قطر.

Map Image

Get In Touch

CLOSE