وضعت حديقة القرآن النباتية نصب عينها، منذ لحظة تأسيسها، رؤية مستقبلية لا تقتصر فقط على زراعة النباتات التي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية بل تتسع باتساع آفاق المقاصد الإسلامية السامية في الحفاظ على جميع النباتات والأشجار واستدامتها باعتبارها قوام الحياة على الأرض. وكم في القرآن من آيات تؤكد على نعم الله في إنزال المطر من السماء وإنبات الشجر والزرع والحدائق.
وانطلاقًا من هذه الرؤية الواعية، جعلت حديقة القرآن النباتية في مقدمة أهدافها تعزيز قدرات المجتمع في مجال الحفاظ على الموارد التراثية والتنوع البيولوجي وربط المفاهيم العلمية بالثقافة الإسلامية ودعم التعليم والتوعية في المجالات البيئية المختلفة وتعزيز ثقافة التنمية المستدامة ودمج التعليم والترفيه والثقافة العلمية بأنشطتها لدعم الإدارة المتكاملة للموارد الطبيعية والحفاظ عليها والقيام بدور الجسر الذي يربط بين مختلف الجهات المعنية بالتعليم والبحث العلمي والزراعة والثقافة الإسلامية في قطر وما حولها.
وقد تجلت هذه الأهداف في حزمة متكاملة من البرامج التعليمية المتميزة مثل برنامج «باحث النبات اليافع» وبرنامج «امرح وتعلم» التعليمي للمرحلة الابتدائية وبرنامج «الأمن الغذائي» التعليمي وأخرى من البرامج المجتمعية مثل مسابقة السؤال اليومي «مصلح وآية» وحملة «غرس» وبرنامج «لكل ربيع زهرة». وما زال في جعبة حديقة القرآن النباتية المزيد من البرامج والفعاليات والمبادرات التي تهدف إلى غرس ثقافة الزراعة في تربة قطر الطيبة لتنبثق منها جهود وإنجازات تطاول السماء في الاحتفاء بالبيئة النباتية خاصة البرية والأصيلة والتراثية والعناية بها والحرص على استدامتها لكي تستفيد منها أجيال المستقبل.