السفارة التركية في الدوحة تدعم حديقة القرآن النباتية في حملتها غرس من خلال احتفالية كبري بالسفارة

أقامت السفارة التركية في الدوحة احتفالا بمقر السفارة تعبيراً عن دعمها لجهود حملة غرس إحدى المبادرات الخضراء الواعدة التي أطلقتها حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.

وقد شهد العام المنصرم التعاون الثقافي القطري التركي من خلال قطر-تركيا 2015 عاماً للثقافة، حيث شهد هذا العام عدة تظاهرات ثقافية مشتركة لتعزيز العلاقات بين دولة قطر وجمهورية تركيا من خلال الشراكات الثقافية بين المنظمات والمؤسسات القطرية والتركية. وقد سعت السفارة التركية في الدوحة الي دعم حديقة القرآن النباتية أحد أعضاء مؤسسة قطر المعنيين بالتنمية المجتمعة من خلال الانضمام لحملتها غرس والتي تهدف في المقام الأول إلى زيادة عدد ورفع مستوى الوعي حول الأشجار في قطر.

وللاحتفال بهذه المناسبة، قدمت السفارة التركية الدعوة لفيفي من قيادات مؤسسة قطر، ومؤسسات المجتمع القطري، والجالية التركية بدولة قطر للمشاركة في زراعة الأشجار في فناء السفارة. وقد تم زراعة أشجار من حديقة القرآن النباتية منها أشجار الزيتون، والتين، والسدرة، والأترج في هذا الحدث وذلك من قبل المسؤولين المشاركين في الحفل لإعطاء رسالة خضراء للمجتمع بغية الحفاظ على البيئة وصون الأشجار، بما أنه المسعي الحثيث لتلك الحملة. حيث قام سعادة السفير أحمد ديمروك سفير الجمهورية التركية بالدوحة يرافقه السيدة فاطمة بنت صالح الخليفي مدير حديقة القرآن النباتية بغرس الأشجار في حديقة السفارة.

وعلى الجانب الآخر، فإن حديقة القرآن النباتية والسفارة التركية بالدوحة هدفا معا من خلال ” احتفالية حملة غرس 2016 بحديقة السفارة” إلي رفع الوعي البيئي تجاه المجتمع، وتسليط الضوء على أهمية زيادة مساحة الأشجار في قطر وحول العالم، والحفاظ على الموارد الطبيعية؛ وخصوصا الأشجار في موائلها الطبيعية. كما كان لهذا الحدث رسم الصورة الخضراء لتشجيع جميع أفراد المجتمع في قطر وتركيا للحفاظ على بصماتهم نحو البيئة من خلال زراعة الأشجار أملين أن يسهم ذلك اسهاماً إيجابياً تجاه البيئة في المستقبل.

وقد دعت السفارة التركية في الدوحة دبلوماسيين ورجال الأعمال وقادة المجتمع والمسؤولين التنفيذيين للمشاركة في زرع الأشجار بحديقة السفارة التركية في الدوحة.

وعلي هامش الحفل، أقامت حديقة القرآن النباتية معرضاً للأدوات التراثية التي تنتج من نخيل التمر والمعروف ارتباطها بالمجتمع القطري، بغية تعريف الجانب التركي علي تلك الأغراض والاستخدام التقليدي للمجتمع القطري لها.

كما عرضت الحديقة مجموعة متنوعة من النماذج الحية للنباتات والأشجار المختلفة المذكورة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

ولقد ارتأت حديقة القرآن النباتية أن خير ما نستقي منه اسماً وعملا لحملتنا تلك لهو “غرس”، فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أنس بن مالك الَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ إِلا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةٌ “. كما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ”. ولذلك فإن الشريعة الإسلامية تحثنا علي غرس الأشجار ورعايتها، وإن ذلك له جزاءً كبيراً عند الله سبحانه وتعالي.

كما أن جدية حديقة القرآن النباتية في غرس النباتات بل بالأحرى غرس ثقافة غرس النباتات في نفوس المجتمع القطري لهي مُلهَمة من الكلمات النفيسة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر “حفظها الله ورعاها” “لا شك أن بيئتنا ستبادلنا الرعاية إن كنا نحن السباقين في اهتمامنا بها”.

وتعتبر حملة غرس ترجمة فعلية لجهود حديقة القرآن النباتية في رعاية البيئة وحمايتها من خلال غرس الأشجار التي تُسهم في إعادة التأهيل البيئي وصون الطبيعة، فالرسالة التي تنشدها الحديقة من خلال الحملة هي رسالة من قطر للعالم للتحفيز نحو سلوك مستدام تجاه رعاية البيئة بغية الوصول لمجتمع بيئي متكامل يساهم بفاعلية في مساعي الدولة نحو الارتقاء بالتنمية البيئية المستدامة التي بدت جلية في رؤية قطر الوطنية 2030.

جديراً بالذكر أن حملة غرس تقدم أنشطة توعوية متنوعة علي مدار العام لكافة شرائح المجتمع القطري بهدف زيادة الوعي تجاه قضايا الاستدامة البيئية والتخضير مع العمل جنباً إلي جنب مع المؤسسات الوطنية بالدولة في صون الحياة الفطرية من خلال زيادة عدد الأشجار، مع الحث علي الاهتمام بها وذلك في إطار السياق العالمي الذي تنتهجه منظمة الأمم المتحدة من خلال اليوم العالمي للغابات والأشجار والاتفاقية الإطارية لمكافحة التصحر وغيرها من المعاهدات الدولية التي وقعت عليها دولة قطر، فضلاً عن أن تلك المعاهدات تقر بأن زراعة الأشجار وصونها ينطوي تحت أطر التنمية المستدامة لشتي المجتمعات.